المنتدى المفتوح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مفتوح لكل الزوار للمشاركة وإبداء الرأي


    الفَجْرِي فَجْرِي

    نور الدين محمود أبو النور
    نور الدين محمود أبو النور


    عدد المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 02/04/2010
    العمر : 74
    المكان : منشأة ناصر - القاهرة

    الفَجْرِي فَجْرِي Empty الفَجْرِي فَجْرِي

    مُساهمة  نور الدين محمود أبو النور الخميس أبريل 08, 2010 4:54 am

    الفَجْرِي فَجْرِي بقلم : نور الدين محمود
    يقول :
    دق جرس التليفون وكان هناك على الطرف الآخر من يقول لي أريد مقابلتك الآن على وجه السرعة ،، لم أعْرِفُ لماذا ولكن قلت في نفسي عسى أن تكون هناك مصيبة ما في البلد .. في الصعيد الجواني ،، هذه المكالمة من كبير في العائلة الكبيرة ،، مليونير أو أكثر بعض الشئ ،، على الفور لبست ملابسي وأنا في حيرة من أمري ،، ما كان معي سوى دراهم قليلة تكفي بالكاد ثمن المواصلات .. ذهاباً وعودة .. ستون قرشاً فقط هي كل ما معي !!
    وصلت وعلى التو واللحظة وقبل أن أجلس تأتي سيارة فارهة محملة بكرتونات بها أشياء لم أعرفها ولكني اشتركت في حملها من السيارة مع الموجودين ،، أجلس وأرى شخصاً أسود الوجه ،، تماماً كما الفحم ،، انظر إليه ثم أنظر إلى هذا الذي استدعاني على وجه السرعة ،، وجدته يطلب مني طلباً قمت بتصنيعه من قبل وكانت تجربة فاشلة خسرت فيها كل ما أملك ،، تجربة صناعة حجر جلخ أو " مِسَنْ ،، يريد عدد يفوق خيال أي تاجر او أي صانع ،، ثمانون ألفاً من ذلك الحجر ،، بدأت أفيق من هول هذه المفاجأة السارة التي يمكن عن طريقها أستعيد شيئاً من بريق الماضي عندما كنت أقوم بتصنيع الأشياء ،، أشياء وأشياء قمت بتصنيعها ولكن الفَجْرِي فَجْرِي ،، أكتشف على الفور أن ما شاركت في حمله منذ قليل هي ثمن المطلوب تنفيذه ،، كرتونات ممتلئة عن آخرها بالجنيهات المصرية فئة المائة جنيهاً ،، نتفق على الثمن الذي يفوق الخيال ،، يبدأ هذا الرجل في عد مقدم العقد قبل كتابته وهو المائة ألف جنيهاً دفعة أولى ولكن .....
    وزيادة في تعنت القدر الواضح لي حيث طلب مني هذا الشخص السوداني نموذجاً لما قمت بتصنيعه من قبل ،، أذهب في التو واللحظة لأحضر حجراً أو مسناً للسكاكين من أحد المحلات التي كنت أعرض فيه ذلك الحجر اللعين ،، أتيت بعد أن حادثت نفسي بذلك القدر الذي يفتح لي الآن آمالاً وآمال ولكن ،، حينما أتَيْتُ بذلك الحَجَرْ وتَسَلَمَهُ السوداني ،، ولسوء القَدَرْ كانت هناك ترابيزة من حديد وليست من خشب ،، ياليتها من الخشب حيث أن الحديد سوف يظهر سوء هذا الحجر اللعين الذي أنفقت عليه الكثير من قبل ،، آه من ذلك القَدَر عندما أمسك هذا المشتري بذلك الحجر ليجربه على تلك الترابيزة وكأنها صنعت لتعاكس حظي العاثر ،، آه عندما وجدت الجنيهات التي كانت ستدخل جيبي بعد ثوان تعود مرة أخرى بسبب وجود هذه الترابيزة اللعينة التي كَشَفَتْ سوء حَجَرِي المنحوس ،، وأخيراً أجر أذيال الخيبة لأستقل ميكروباصي ولدي نصف نقود المواصلات ،،ثلاثون قرشاً ،، يادوب بالكاد ستوصلني إلى منزلي ،، أضع يدي في جيبي لأجد اختفاء ربع جنيه وباقي شلن فقط ،، أنظر من زجاج السيارة لأجد هذه السيدة الأنيقة وهي تقود سيارتها الفارهة ويجلس على الكرسي الخلفي كلب ينظر لي ويخرج لسانه وكأنه يقول لي الفجري فجري ،، أجد نفسي وقد كادت تخرج من أعشائي ناراً تحرق العالم وأقذف به بما تبقي معي من عملة ..شلن حديد ،، شلن حديد يحدث صوتاً هائلاً في زجاج السيارة الفارهة .. أقذف به في وجه ذلك الكلب بن الكلب الذي يجلس في السيارة ويخرج لي لسانه ..
    تمت

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:54 am