المنتدى المفتوح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مفتوح لكل الزوار للمشاركة وإبداء الرأي


    تلاقي الأرواح 2

    نور الدين محمود أبو النور
    نور الدين محمود أبو النور


    عدد المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 02/04/2010
    العمر : 75
    المكان : منشأة ناصر - القاهرة

    تلاقي الأرواح  2 Empty تلاقي الأرواح 2

    مُساهمة  نور الدين محمود أبو النور الأربعاء أبريل 07, 2010 10:21 am

    تلاقي الأرواح بقلم : نور الدين محمود
    هناك في المعصرة ،، أحد أحياء مصر ،، باتجاه حلوان ،، تقيم خالتي ،، كانت كبيرة في السن إلى ما بعد السبعين بقليل ،، كنت كلما أكون في زيارتها تقول لي أشياء غريبة عن بنت بنتها ،، حفيدتها ،، كنت غير مصدق لما تقول ولكن ،، حفيدتها هذه التي كانت تمر بضائقة عائلية ،، هذه الأزمة العائلية كانت تتمثل في خلاف بينها وبين زوجها ،، هي كما الوردة المتفتحة وسط بستان مورق أو القمر في ليل بهاه ،، نامت هناك في إحدى ليالي الشتاء القارس ،، نامت وهي تئن من وطئة ظلم زوجها لها ،، نامت حينما أخذ منها زوجها وليدها الصغير ،، تلك كانت دائماً ما أعرفه عن بنت خالتي هذه ،، لا يتعدى عمرها خمس وعشرون سنة حينما تزوجت من أخينا هذا الذي أبكاها،، نامت ويملأها غضب ليس له آخر ،، زعل على وليدها الذي أخذه والده عنوة ،،أخذ الطفل الوليد ،، وإلى هنا والأمور كانت عادية خلافات ممكن أن تحدث في أي منزل ،، ماحث بعد الآن يشبه الخيال ولكنه كان حقيقة واقعة قالتها لي خالتي في يوم من الأيام ،، قَصَتْ قالت : نامت كريمة زعلانة هي على وَلِيدِها .. تصحو فاقدة عقلها ،، تغيرت تماماً ملامحها ،، لاحَظَتْ عليها أشياء غريبة ،، دائماً ما تُهْذِي بكلمات غير مفهومة ،، دائما ما يتغير صوتها وكلامها وغير ذلك من الأمور الغير طبيعية ،، إحْتار الأطباء في أمرها كثيراً ،، لم تكن هناك جلطة في المخ كما أثبتته الأشعات المتقدمة ،، لم تأتي روشتات الأطباء وعلاجاتهم بأية نتائج على الإطلاق ،، ساءت حالتها بشكل مخيف بحيث أصبحت لا تعي ما يدور حولها
    بدأت تطلب أشياء غريبة مثل ملابس بيضاء ترتديها أثناء صلاتها مع طلبات بزيارتها الحسين والسيدة زينب وأولياء الله الصالحين .. تلازمها خالتي في هذه الرحلة العلاجية
    استمر ذلك قرابة الخمس شهور .. طلبات ، زيارات، ملابس وهكذا حتى اعتلت صحة "كريمة" ،، تابعت تقول : في أحد المرات قلت لمن يأتونها : اتركوها لحالها وارحلوا عنها حتى تفيق لحياتها ..
    كنت أعرف هذه التطورات التي طرأت على حياة كريمة وأتابعها كلما نزلت إجازة من القوات المسلحة ،، كنت مجنداً في هذه الفترة ،،
    وسرعان ما استجاب لها من يلبسونها ،، هم إذن من الجان ،، سعفان وشقيقته ،، من الجان ،، كانا في طريقهما إلى زيارة أولياء الله الصالحين في القاهرة وهم من اليمن ،، هذا حسبما صرحوا به بعد ذلك ،، وفعلاً يرحلوا ويتركوا جسد وروح كريمة مغادرين ولكن يتركوا لها القلم !! ما معنى ذلك ؟ معنى ذلك أن كريمة يمكن لها أن تقوم بدور الوسيط بين المريدين أصحاب المشاكل وبين هذان الجِنْيان ،، سعفان وسلطانة ،، جنيان شقيقان ،،
    عندما عرفت هذه التطورات من خالتي كُنْتُ غير مصدق لها تماماً ودائما ما أقول " كذب المنجمون ولو صدقوا " ولكن ما حدث يدعو فعلاً للتوقف قليلاً ،، ذهْبْتُ فعلاً بعد ذلك للاطمئنان على إبنة خالتي ،، كريمة ،، طيبة القلب واللسان ،، جميلة الوجه والبنيان ،،أجدها تُسَلِمُ عليّ مُرَحِبَةً بي أشد الترحاب ،، أعرف أن المشكلات التي كانت بينها وبين زوجها زالت والحمد لله ورجع لها وليدها مرة أخرى وأصبحت تنعم بدفئ أسري مرة أخرى ،،سرعان ما أحضرت خالتي بعضاً من البخور الملقى على النار محدثاً دخانا ينتشر في الجو ،، جو الحجرة التي نجلس بها ،، إنها في الدور الثاني من المنزل ،، أعطيت منديلي إلى من تجلس أمامي وللحظتها كنت أشك فيما سمعته ولكن الفضول دفعني إلى ذلك ،، عندما انتشرت رائحة البخور في الجو وجدت كريمة وقد أوشكت على الإغماء ،، انكفأت على وجهها ولولاً ان خالتي تعرف هذه الطقوس جيداً لاحترقت كريمة بنيران المدفأة الملقاة أمامها ،، تقوم خالتي بسحب هذه النيران من امامها ،، تقوم كريمة من غفوتها هذه لتلقي علينا السلام ،، السلام عليكم ،، شئ غريب ان أجد شخصاً آخراً يجلس أمامي ،، ترد خالتي من ؟ سعفان أم سلطانة ؟ ترد المريدة " ذلك اسم بنت خالتي في هذا الوقت " أسمع صوتاً يشبه لغة اليمنيين ،، سكان اليمن ،، تقول أنا سلطانة .. تقول خالتي: نريد سعفان ذلك لأن الطالب رجل ،، وفجأة تميل برأسها إلى الأمام حتى تضع جبهتها على الأرض تماماً ،، تقوم مرة أخرى ملقية علينا السلام ،، يقول أنا سعفان ،، وهو إسم جني شقيق الجِنْيَة التي ذهبت .. سلطانة .. هذا ما عرفته في حينها ،، يقوم هذا الجني بشم ما بيده من أثر لي ،، منديلي ،، لشد ما كنت في رعب ليس له حدود حيث أجلس أمام جني يبدو عليه أنه يمني أصيل من لغته وأسلوبه في الكلام ،، هيئته التي تحولت من هيئة أنثى إلى هيئة رجل يمني أصيل ،، كيف يحدث هذا ؟ هذا ما رأيته حينما كنت أزحف إلى الخلف رويداً رويداً من الرعب ،، بدأ يحدثني هذا الجني عن أشياء لا يعرفها سوايَّ ،، أشياء كلها حدثَتْ في الماضي ،، محبوبتي التي كنت مولعاً بها في هذا الوقت ،، من يقف معي ومن يقف ضدي في الارتباط بها ،، بدأ يحدثني عن أشياء كثيرة منها ما هو مرتبط بالقوات المسلحة التي كنت أنتمي إليها في هذا الوقت ومنها ما هو شخصي ،، كنت أسمعه في ذهول تام !!!
    أتذكر أنني ظللت أبتعد عن مجلسة رويداً رويداً من شدة خوفي حيث تأكدت أنني أجلس مع جني يلبس روح المريدة وهي التي أعرفها جيداً ،، أعرف ملامحها الجميلة ،، أعرفها هادئة النفس ،، تغيرت هذه الملامح ،، أصابع يدها وهي تمسك بالقلم وتخط به على الورق حيث كانت إبنة خالتي أمية ،، أُمية لا تستطيع أن تمسك قلماً ،، أجد الجني سعفان يمسك بالقلم ويخط على الورق وكانه محترف كتابة أفضل من شباباً يحملون أعلى الشهادات ،، ثم أجده يقوم بطي الورق المكتوب طياً بحيث يُشْعِرُكَ أنه محترف ,, هكذا رأيته بعيني رأسي ،، نعم ،، ما أخطه الآن لم يكن من خيال كاتب ولكنها حقيقة ما رأيت !!
    في المرة الثانية لمقابلتي مع هذا الجنيُ سعفان ،، بدأت أتحدث معه بدون خوف ذلك بعد أن زالت منى الرهبة الأولى وكان هذا الحديث :
    أقول له تشرب إيه ،، هل لك من طعام ،، أقول ذلك مازحاً معه
    يرد بشئ من الطيبة والضيق في نفس الوقت ،، يقول نحن لا نأكل ولا نشرب وأنا أتيت إليك من اليمن حيث نسكن هناك في شمال اليمن .. فلا تهزأ بي .. قال ذلك لأنني كنت دائما ما أداعبه
    يقول أنك قريب للمريدة - " ويقصد الشيخة كريمة " وهذا ما كان يطلق عليها في هذا الوقت – فلا أريد أن أوذيك ،، ثم يردف:
    أنت كنت غير مصدق لما عرفته عني سابقاً ...
    أرد عليه : نعم كذب المنجمون ولو صدقوا ....
    يقول : ليس هذا بتنجيم
    أقول له : كيف لك أن تعرف أي معلومات عن أي شخص ؟
    يقول : لكل إنسان ملكان مرافقان له في كل الأوقات وعن طريقهما أعرف ماضي أي إنسان .. نحن عالم الجن وهم عالم الملائكة وهذا شئ طبيعي بيننا
    أقول: عايزني أفهم إنك حَضَرْتَ الآن من اليمن !!!!
    يقول مؤكداً : من شمال اليمن
    يردف قائلاً : العلاقة بين الجن والملائكة طيبة وهم يعينوننا لمعرفة ماضي أي إنسان ،، أنا مسلم وموحد بالله ومؤمن به وسبحانه الذي قال " وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون" صدق الله العظيم
    قلت له لي سؤال .. كان ذلك قبيل حرب السادس من أكتوبر بشهور قلائل ..
    متى ستبدأ الحرب وما هو السيناريو المتوقع لها ؟
    يرد الجني سعفان : ما دامت مصر استعدت جيداً فسوف تنتصر بإذن الله !!! ولكني لا أعرف المستقبل لأن المستبقبل يعلمه الله وحده ذلك علمه عند الله ،، ثم يردف: من يعرف المستقبل إلا الله وحده سبحانه وتعالى !!
    أقول له : أين المريدة الآن ؟
    يقول : هي مش موجودة ........
    أرد : ممكن أكلمها الآن ؟
    يقول : بعد أن أنصرف أحضرها لك وبلاش أسئلة كتير علشان مَضُرَكْش .. يقولها بلغة يمنية كنت أجتهد لمعرفتها حيث أنني لم أتكلم مع يمني سوى مشاهدتهم في التلفزيون فقط .. إذن فهي لغة يمنية ركيكة أيضاً لاجتهادي في فهمها وعندما كنت لا أستطيع معرفة ما يقول تقوم خالتي بترجمتها لي
    وفي آخر هذه المقابلة وقبل أن ينصرف يقول " عيزين نصرف " أقول له يعني إيه .. عايز فلوس ؟ يقول نعم أنا جيت من اليمن علشان أخدمك وأنا عايز أصرف ،، يقولها بلغة اليمنيين فعلاً الدارجة
    أقول له : لماذا اخترت كريمة بذاتها ؟
    يرد : كانت نائمة في حالة زعل شديد وأنا كنت معدي ورايع أصلي في مسجد السيدة زينب
    أقول له : الفلوس اللي بتلموها من الناس دي إنتَ بِتِعْمِل بيها إيه ؟
    يقول : أنا باطلب من المريدة تشتري بها ملابس وحاجات تانية ،، وأنا لي النصف والمريده النصف الآخر ،، النصف بتاعي أنا بخليها تجيب لي طلباتي منها ...
    كانت هذه هي المقابلة الثانية مع الجنيً سعفان ،، في المقابلة الثالثة والأخيرة لي كانت هذه المفارقة الغريبة!!!!
    كنت دائما ً ما احدث بن عمي بكل ذلك وكانت لديه مشكلة عاطفية في ذلك الوقت ،، نتفق على الذهاب لمقابلة الجني هذا في المعصرة بجنوب حلوان ،، كنت أعتزم مداعبة الجني بشكل آخر وأجعله في حيص بيص ولو مرة ،، يقوم أبن عمي هذا بشراء منديل من أحد المحلات قبل استقلال القطار الذي كان يبدأ من محطة باب اللوق قديماً ،، وهي أول محطات قطار حلوان قبل إنشاء مترو الأنفاق ،، كان ذلك بعد انتصارنا في حرب التحرير بشهور قلائل ،، ذهبنا هذه المرة برفقة خالتي إلى منزل كريمة ،، اجد زحاماً كبيراً أمام منزلها ،، ندخل على الفور لأعرف أن هؤلاء منتظرين لدورهم لمقابلة الشيخة كريمة لأنه سرعان ما ذاع صيتها في جميع الأنحاء ،، جلست وكانت كريمة تقوم بإعداد وجبة الغذاء لأولادها ،، تضع على النار حلة من الأرز ،، تقوم بإحضار روح صاحبنا سعفان " الجنيُ بعد أن اشتم البخور ،، يأتي ملقياً السلام .. سلام عليكم.. ينطقها بالشين بدلاًٍ من السين ،، شلام عليكم ،، لغة يَمَنِيَةُ يعرفها جيداً من تكلم مع يمنيُ الجنسية ،، يقوم عبدالمنعم بن عمي بإعطائه منديله الذي اشتراه لتوه ،، أرى الجني يعطينا أخبار ليست لإبن عمي هذا ،، المعلومات خاطئة لشخص آخر ،، وسرعان ما فطن الجني إلى ذلك حينما كنا نُكَذِبُ أخباره ،، يقول أن هذا الأثر لشخص آخر ربما يكون البائع أو الصانع ،، ربما ،، ولكن هذا الأثر لا يمت لمن يجلس بأي صلة وعلى الفور يخلع عبدالمنعم قميصه ويعطيه إياه ،، هنا يبدأ بسرد ما يشغل باله ويقلق مضجعه ،، إذن فهو يسوق حقائق ولا يكذب !!
    أجده عندما يريد أن يأتي برد لسؤال نسأله إياه وهو يجلس القرفصاء يقوم بوضع أذنه على الأرض وتصدر منه همهمة غير مفهومة ثم يعتدل ويدلي بما سمعه من الملك الموكل للشخص الحيران ،، يقول حقيقة ماضية وليست حقيقة مقبلة ودائما ما يقول " والله أعلم "
    هناك حدث آخر له مدلوله على تلاقي الأرواح ،، أرواح الإنس والجني هذا والملائكة ،، شئ محير للعقل إذن ولكنها هي الحقيقة بكلماتها ووقائعها وليست من خيال الأدباء ،، روح جني نراه أمامنا وروح ملك موكل لشخص ما يعرف عن طريقه أخبارنا نحن البشر ،، وهذا ما أبلغني به سعفان الجني قبل ذلك ،، هو روح جني والآخر روح ملك موكل بمتابعة العبد ليلاً ونهاراً وقد تغيبت روح الأنسي في صورة كريمة،، هناك ملك يكتب سيئات الإنسان وآخر يكتب حسانته إن كانت له حسنات !!!! ،، نعم ،، المفارقة الثانية أنه عندما بدأ الأرز الذي كانت تعده المريدة " الشيخة كريمة" قبل وصولنا كاد أن يحترق وفجأة يقول هذا الجني " تقول لكم المريدة ويقصد كريمة أن الأرز سيحترق " نقوم على الفور بإطفاء الموقد ! فما معنى ذلك ؟؟ شئ محير للعقل إذن !!!

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 8:30 am